الإنجاز الأثمن و الأغلى في خير أيام الدنيا

مؤسسة البادية تعقد لقاء بالمؤسسات المشاركة في تنفيذ مشروع الاضاحي 1443 هـ وتشرف على شراء الأضاحي .

حين يكون الهم الشاغل التقرّب إلى الله تعالى بإسعاد الناس بالمُمكن الذي يرضى فكن على يقين أنّ قصص في الحياة تستحق أن تُروى يتم صنعها بإرادة المؤمنين و توفيق الله العزيز الحميد .
هذه خلاصة جهود مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية في خير أيام الدنيا وخير أيام يُحب الله فيها العمل الصالح وشرع في عاشرها ثم أيام ثلاث تليه ذبح الأضاحي وتوزيعها كلها أو لجزء مُعتبر منها على الفقراء و الأيتام و أصحاب الدخل الضعيف أو من لا دخل مالي لهم على الإطلاق ونحن في مرحلة حاضرة وبكثرة هذه الفئات الأربع في المجتمع اليمني الذي يعيش ما لا يخفى على أحد من ظرف عصيب أليم مُثخن بالتحديات .
هم كبير هو هم الأفذاذ و رسالة ريادية هي رسالة الروّاد في مجتمعهم الذين لا يعرف اليأس و لا التقاعس طريق إلى قلوبهم و لا إلى حياتهم وهم يعملون بدأب وجد ومثابرة خلاقة من أجل أن يكونوا البلسم لآلام الآلاف بل والملايين متى ما حالفهم النجاح والتوفيق في مسعاهم الأنبل والأصدق والأوسع على مستوى العمل الإنساني ومتى ما وجدوا المؤازر الذي يحمل هماً مُشابه وطموح مُقارب . وقد كان فضل الله وتوفيقه واضحاً جلياً كبيراً كما عود عز وجل رجال هذه المؤسسة الميامين ومنذ أول يوم قبل أكثر من عشرين عاماً رغم الصعوبات الجمّة والوضع الصعب ، و لكن من لا يستوقفه الشاهق الوعِر يمنحه المولى القدرة على التجاوز و بلوغ الذروة والآفاق العالية .
بدأت مؤسسة البادية التحضير مُبكراً ككل عام لبرامج العشر و الأضاحي ،بدأت أوّل ما فرغت وفرغ العاملون لديها من أعمال شهر ومتابعات وتقارير أعمال رمضان المبارك المُزدحم بمشاريع الخير الرمضانية .
كما يذهب الأمس ليحل مكانه اليوم مباشرة وتلازماً تحل مشاريع العشر والأضاحي محل مشاريع الخير الرمضانية ..
انطلقت التحضيرات لموسم جديد أتاحه الإسلام العظيم و ينتظره بأمل و تفاؤل آلاف الأسر لما ألفوا فيه من الحصول على المساعدة والمساندة على شظف العيش وقلة ذات اليد مع فقدان الحيلة .
مضى رجال المؤسسة وفي الطليعة المدير التنفيذي بالتصورات الواضحة إلى أهل الجود والإحسان و السخاء والبذل والعطاء يطمحون في ثواب الله و جزيل عطاء الله وعظيم رحمته عز وجل بالإضافة إلى إدخال الفرحة والبهجة على إخوة لهمة في الإيمان والإسلام ….
و وجدت التصورات المبرورة التبنّي والاعتماد فتوالت وتدفّقت الأموال الحلال الطيبة المُباركة فتم شراء الأضاحي بأنواعها الثلاثة : الجمال و البقر و الغنم … والجميع يحدوهم قول الله تعالى : (( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر و تواصلوا بالرحمة أولئك أصحاب الميمنة ))
و بدأ التنفيذ ملحمة عطاء فريدة محفوفة بالمحبة والمرحمة .. وكان استهلال تتويج التنفيذ عقب صلاة عيد الأضحى في الصباح الباكر من يوم السبت العاشر من ذي الحِجة في المركز الرئيسي المؤسسة بمدينة القطن حيث توافد العشرات من الشباب تاركين مشاركة أهاليهم وزملائهم فرحة وبهجة العيد لمصلحة صنع الفرحة و البهجة لإخوان لهم في الدين العظيم لا يعرفونهم بشخوصهم .
وفي المركز الرئيسي كانت أعمال التنفيذ على مدى ثلاثة أيام تبدأ من السادسة صباحاً وحتى السابعة مساءاً في ثلاثة مسالخ مخصصة أحدها تم تخصيصه لذبح العجول ويتسع لسلخ عشرة عجول ويتولى أعمال الذبح عشرين جزاراً يعاونهم عشرون آخرون في النقل و التفصيل و التوزيع لا يتوقفون عن العمل إلا لتناول بعض الطعام أو القيلولة ظهراً ليعودوا من جديد…
كم هي غالية هذه الاستجابة الحية من المتصدقين و المتصدقات بأموالهم ، يطلب أحدهم أو أحدهنّ شراء عجل أو عجلين إلى خمسة عجول أضاحي عن نفسها أو عن نفسه ويحرص أحدهم وهو في مدينته التركية أن يطمئن على التنفيذ عبر صور الفيديو وعبر الصور الفوتوغرافية ومثل ذلك المؤسسات الوسيطة ويكن لهم ما يطلبون … والله تعالى قد وعد المُحسنين بالقبول و بالجزاء الكبير ….
في الوقت الذي يحدث هذا العمل المبرور فهناك مندوبين من شتى المناطق كل محدد له سلفاً موعد جهوز المخصص من لحوم الأضاحي لمنطقته فيكون حاضراً في الموعد ليرجع إلى الأسر ذات الحاجة للمساعدة بما يُدخل عليهم الفرح و مزيد السرور وقد توفر لهم اللحم سيد المائدة العيدية .
وفي المحافظات الاثنى عشر غير حضرموت المستفيدة من المشروع هذا العام كان شيئاً مُشابهاً يحدث في ظل حرص ومصداقية مع أهل الصدقات واستيفاء لطلباتهم التوثيقية و مع الأسر المُستحقة في عمل هو الأروع والأجمل والأفضل في هذه الأيام المباركة .
و في تصريح إعلامي قال المدير التنفيذي لمؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية الأستاذ المُثابر في هذا الحقل الإنساني الحيوي الخصب أنّ عدد المستفيدين من مشروع الأضاحي لهذا العام بلغ أكثر من ( 34848 ) أسرة تضم (181209) فرداً في 13 محافظة يمنية هي حضرموت ، عدن ، مأرب ، الجوف ، شبوة ، لحج ، أبين ، الضالع ، الحديدة ، تعز ، ذمار ، حجة ، و إب ، بالشراكة مع مؤسسات وجمعيات شركاء البادية في المحافظات المستهدفة وقد بلغ عددهم ضمن المشروع أكثر من ( 42 ) مؤسسة وجمعية يمنية ، مشيراً إلى أن عدد الأضاحي المذبوحة بلغت ( 1186 من البقر ) و ( 1287 من الغنم ) و ( 2 من الجمال ) بتمويل ومساهمة كريمة من عدد من المنظمات أبرزها وقف الديانة التركي و منظمة IHH و DOST ELI و حسنة العالمية ، ومعاً من أجل الأطفال و الجمعية اليمنية الألمانية و جمعية بايلاش التركية و الهلال الازرق الدولي . وجمعية الحق التركية ، وعدد من فاعلي الخير من رجال المال والأعمال .
هكذا هي مؤسسة البادية في خير أيام الدنيا جُهد وتفاني و إعداد مُسبق متوازي مع الطموح يُقدّر حجم الحاجة الماسّة و الضرورة المُلحّة …والله تعالى يتولى الصالحين الراحمين بتوفيقه… والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات …

 

بقلم المفكر والباحث :

مرعي حميد 

اليمن – حضرموت – م/ القطن

مقال خاص باعلام البادية 

 

Previous Post
Newer Post

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Shopping Cart (0 items)