العمل الخيري

الخير كل ما نفع الإنسان في عاجل أمره وفي آجله ، في حاضره وفي مستقبله ، في دنياه وفي أخراه ، وهو الهدف الكبير الذي انتصبت للمساهمة في فعله وتيسير سبله الآلاف من مؤسسات المجتمع المدني الإجتماعية على وجه الخصوص المُنبثقة من صفوف المجتمع ومن نبضه ومن دفق وريده لتبذل وسعها وتستفرغ طاقتها وتحشد مُمكناتها وتستوعب كل مُمكن مشروع في سبيل أن يتحقق الخير للناس وأن يصل إليهم (( وفي كل كبد رطبة أجر )) كما قال مُعلّم الناس الحق والخير محمد صلى الله عليه وسلّم الذي بعثه الله رب العالمين وراحمهم بخير نهج وطريقة يحدث بها ووفقها الخير للناس ..

ومن الخير ما لا يقوم به إلا الفرد ذاته تجاه نفسه وهو يحتاج الإرشاد والتوجيه السليم وغرس القيم والمبادئ السامية وهذا من الخير الذي قد يجد من يسديه له وينشط لأجله . وخير قد يُحدثه المرء تجاه نفسه وقد يكسل وقد ينتظر سواه يُحدثه له ويحققه له فهو لا يستطيع أن يمتلكه ولا يتملّكه فهو قد لا يستطيع ذلك من تلقاء نفسه فيبقى من الضروري بالنسبة له على الأقل ومن الإنسانية والنُبل بمكان أن يبرز من يُيسر له أمر تحقيقه حتى ينال ما يرجو وما يطمح من عيش كريم أو فرصة في أن يُحقق نفسه ويستشعر قيمة الحياة التي يحياها ويعيش المعنى البديع لوجوده و يعثر على قيمته عند الآخرين التي افتقدها ويجد دوافع الوجود الإيجابي وحوافز التفاعل النافع مع المجتمع والعمل والبيئة .

لقد كان الإسلام دعوة كبرى وأكبر دعوات ونداءات الخيرية في الناس وبينهم و بين البيئة التي يعيشون فيها ويرتبطون بها بطريقة أو أخرى ، وقد حدد الإسلام العظيم قيم لذلك وأصول وبيّن معالم ورسم ملامح لطبيعة العلاقة الناشئة ولا بد بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والوسط البيئوي الذي يعيش فيه ويتأثر به ويؤثّر فيه .

آفاق العمل الخيري ممتدة ومساحاته رحبة ومجالاته متنوعة وحقوله متعددة وذلك بمقدار تنوّع وتعدد حاجات الناس الذين يتوجه إليهم و يوجه لهم ويُستهدفون منه وبه ويكونون في بؤرة اهتمام القائمين به ، ويمتد هذا التنوّع والتعدد ليؤثر ويتحكم في ما تتخصص له مؤسساته أو لا تتخصص فتبقى منفتحة على كل فرصة ممكنة مهما تنوعت للإنجاز فيه وللاشتغال به .

وميدان السباق بين المنظمات العاملة في الحقل الخيري أولاً وبين الأفراد ثانياً ، وبين المنظمات والأفراد ثالثاً ، مفتوحاً يبغي مزيد السعي وصادق المسعى ، وسوق التنافس في أبوابه قائمة تنتظر التكامل والتكميل والتعاون والتعاضد .

ويبقى أهل البذل والجود والتبرّع المالي حجر زاوية نجاح العمل الخيري فاعتماده على منظمات غالبها الأعم فاقد القدرة الذاتية على تمويل أعماله وبرامجه لافتقادها مصادر التمويل الذاتي يجعل من تفاعل القادرين على العطاء ومن حضورهم المشرق في ساحاته يكسب ضرورة قصوى وركيزة محورية من دونها يفقد العمل الخيري مُعظم مفاعيله وحضوره وينزوي يندب حظه لتستمر حال المعاناة الإنسانية ولتتصل وتتجذر بتجليات الحرمان والتعاسة في حياة وحاضر ومستقبل الآلاف من البشر الطيبين .

وحقاً كان العشرات من الموسرين عند حجم المسؤولية والأمل فيهم والتعويل عليهم فكانوا خير معين وداعم للعمل الخيري يسعدون بسعادة إخوانهم من الناس ويحصدون نتاج ما زرعوا من مسرات و بهجات في دنيا المحرومين وأصحاب الطموح النبيل الجميل الذي يُكرّس مزيد الألفة والألق في الحياة ، فطوبى لهم بشهي القطاف ولذيذ الثمار و بهي الخصب وموفور السعادة ومزيد النجاح في أعمالهم .

Previous Post
Newer Post

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Shopping Cart (0 items)